تبدأ قصتنا في سيبيريا
الصحراء الجليدية الروسية...حيث الثلج القارس و النمور البيضاء
سيبيريا هي الجزء الشرقي والشمال الشرقي من روسيا. يمتد شرقا من جبال الأورال حتي المحيط الهادي غرباً ، ومن المحيط المتجمد الشمالي حتي حدود كازخستان ومنغوليا والصين جنوباً
وتمثل 77% من مساحة روسيا (13.1 مليون كيلومتر مربع) ولكن عدد سكانها يمثل 27% من سكانها ( 39 مليون نسمة )
تحديدا في 30 يونيو من عام 1908م...في تمام الساعة الخامسة وسبع عشرة دقيقة
وفى حوض نهر تونجوسكا Tunguska بمنطقة كراسنويارسكى Krasnoyarskiy بأعماق سيبيريا حيث تنتشر غابات التايجا ( أشجار الصنوبر )
بدأ المنظر و كأن سماء سيبيريا اخترقت بواسطة كرة نارية ضخمة...
شعر الناس بالخوف و الهلع...حيث انطلقت هذه الكرة النارية الضخمة و اصطدمت بالأرض بكل قوة
و احدثت هزة أرضية و كأنها زلزال قوي!!!
حيث كان يبلغ قوة الانفجار ما يعادل 1000 قنبلة ذرية من النوع الذي ألقي على مدينة هيروشيما و ناجازاكي !!!!!!
و كان البعض اعتقد ان الشمس قد سقطت على الأرض و انها سوف تكون نهاية العالم!!!
و خلف هذا الاصطدام حفرة عميقة جدا و احرقت الحرارة المنبعثة من الجسم عشرات الآلاف من الأشجار و حولتها لكتل متفحمة بدائرة يبلغ قطرها مئات الأميال!!!
و كان الانفجار قد افنى تلك المنطقة و كل ما عليها...و حولها الى خراب و دمار شامل لم يسبق له مثيل
و كان الناس يعتقدون ان بركانً عملاقا انفجر...و لكن لا يوجد بركان يمكنه ان يحدث مثل هذا الخراب!!!
ظلت المنطقة تتوهج بلون برتقالي مخيف لأيام عديدة...حيث أن الناس في أماكن بعيدة مثل غرب أوروبا استطاعوا قراءة الصحف في الليل دون الحاجة لاستخدام اي مصباح!!
وحظى الألمان بنهار دام لـ 24 ساعة من شدة التوهج و الاضاءة من ذلك الجسم الضخم
و استطاع المصورين كذلك التقاط الصور بدون فلاش بكاميراتهم محدودة الإمكانية فى ذلك الوقت !!!
وكان ساطع جدا بحيث تعذر التحديق إليه بالعين المجردة!!!
و لم يتجرأ العلماء للذهاب إلى تلك المنطقة إلى بعد مرور 19 سنة على حدوث الكارثة!!!
حيث كانوا مترددين للذهاب إلى منطقة مليئة بالمستنقعات و هي في الحقيقة بعيدة جدا
و عندما ذهبوا أذهلهم منظر الدمار الواسع الذي حدث...و منظر الأشجار المتفحمة الملقاة في صفوف على امتداد النظر
كان المنظر مرعبا فعلا...
الأدلة القديمة حول ما حدث
في الحقيقة لا توجد أدلة كثيرة حول الانفجار الذي حدث في سيبيريا
و لكن الدليل المادي الوحيد هو الاهتزازات المتتالية التي سجلتها أجهزة مراقبة الهزات الأرضية أنذاك على ورقها الأصفر
في مدينة ابروكوتسك أظهرت أجهزة رصد الزلازل حدوث هة أرضية متوسطة على بعد ألف ميل شمالاً في منطقة نائية تسمى تونجوسكا
و يوجد ايضا اقاويل لبعض الشهود العيان في بعض القرى المجاورة
الذين تحدثوا عن مشاهدتهم لكرة نارية عملاقة تخترق صفحة السماء بصوت مرعب و انفجار مدوٍ
مما دفع الناس للهروب مذعورين خائفين...
و حاول العلماء البحث عن فوهة بركان في المنطقة او بعض الشظايا او كويكب صغير او حتى جرم فضائي و لكنهم لم يجدوا شيئا
و كان الدليل الوحيد هناك هو منظر الأشجاء المتفحمة
الأدلة الحديثة حول ما حدث
ظل هذا الانفجار و لمدة 88 عاما لغزا محيرا للجميع...و طرحت عشرات النظريات...منها ما كان مقبولا و منها ما كان غير منطقي او غير طبيعي
فكانت هناك نظريات ترشح اصطدام مذنب بالأرض
و البعض الآخر كان يرشح اصطدام سفينة فضائية أو طبق طائر يعمل بالطاقة الذرية
و كانت كل نظرية لديها الأدلة التي تثبت صحتها...حتى ظهر الدليل الواضح و يجيب على كل التساؤلات حول ما حدث في تلك الليلة المشؤومة
فقلد عثر بعض الباحثون في جذوع أشجار تونجوسكا المتفحمة على ذرات دقيقة ذات طبيعية غير أرضية...
و بالاستعانة برسومات الكمبيوتر المضاهية أشارت الأدلة و وضحت إلى وجود نيزك متولد عن كويكب فضائي تناثرت شظاياه في الجو...
و قد وضح هذا الاكتشاف طبيعة ما حدث هناك...و لكن ظهر تساؤل جديد في الوسط الفلكي
و هو عن معرفة طبيعة هذا النيزك..و لماذا اصطدم بالأرض و كيف؟؟؟
ظل العلماء يحاولون معرفة ما حدث لأن اصطدام الأجرام السماوية بالأرض يعتبر جزء مهم جدا من تاريخ النظام الشمسي
و خاصة أن البعض يفرض نظريات تدل أن الديناصورات انقرضت بسبب اصطدام مذنب عملاق بكوكب الأرض
لا يزال هناك الكثير من المعلومات التي لم تكتشف حول هذا الانفجار الغامض
و لا يزال العلماء حتى هذا الوقت يتابعون تلك المنطقة و يحاولون اكتشاف المزيد حول ما حدث
و قد تابع جميع علماء الفلك و بلهفة شديدة اصطدام المذنب شوميكر-ليفي بكوكب المشتري
و ذلك كان عام 1994م مما أدى لدمار هذا المذنب...و ما زال العلماء منكبين على دراسة ما حدث
و هذه صورة للمشتري بعد حدوث الاصطدام... و لاحظ أن المشتري يبلغ اضعاف حجم الأرض و هذا هو مقدار تأثير المذنب عليه...
فماذا كان سوف يحدث لو اصطدم هذا المذنب بالأرض؟؟؟