تمكن علماء أمريكيون بقيادة «جاك جالانت»، من جامعة كاليفورنيا الأمريكية، من تصميم نموذج يشير إلى كيفية ظهور الصور التي يختزنها الإنسان في عقله، كما تمكنوا من تحويل هذه الأنماط العصبية باستخدام آلات الرنين المغناطيسي الوظيفي، ليساعدهم في الكشف عما تختزنه الذاكرة البشرية من صور، وتحويلها إلى برامج وأشرطة مسجلة، مما يشير إلى إمكانية تمكنهم مستقبلا من قراء العقل البشري.
وأكد الباحثين أن هذا النموذج هو ما يحتاجه العلماء في المستقبل ليصنعوا أجهزة قادرة على قراءة الأفكار، وأشار جالانت إلى أنه وزميله في قيادة البحث، «توماس نيزاراليس» بجامعة بيركلي، اعتمدا في دراستهم على أبحاث سابقة، والتي استخدمت بعض الأنماط لخلايا عصبية لتحديد الصور الموجودة بالعقل.
شبه جالانت فكرة الجهاز الجديد بـ «خدعة الساحر» من خلال استعمال البطاقات، حيث تختار بطاقة من على الطاولة، وبدوره يتنبأ بالبطاقة التي اخترتها، وهو عادة ما يعرف البطاقات التي تكون متاحة أمامك لتختار منها. وأوضح جالانت في الدراسة التي نشرت الأسبوع الجاري بمجلة "نيورون"، أن " البطاقة، كما في المثال السابق، من الممكن أن تكون صورة لأي شيء في الكون، وعلى الساحر أن يعرف الصورة دون أن يشاهدها."
واستخدم العلماء المشاركين في تلك الدراسة، آلات الرنين المغناطيسي الوظيفي، والتي تقيس جريان الدم في المخ، وذلك لمتابعة النشاط العصبي لثلاثة أشخاص كانوا ينظرون يوميا إلى الأجسام والأشياء الموجود بمحيطهم، كما قاموا بالتركيز على أجزاء المخ المرتبطة بشكل الأجسام التي وجدوها، ونظروا إلى الجهات الموجودة بالعقل، والتي تتداخل مع التصنيفات العامة، مثل " الأبنية" و"المجموعات الصغيرة من الناس."
وأوضحت الدراسة أن هذة التطبيقات تمثل شكل فعال لقراءة العقل والأفكار، وستستغرق عقودا، كما بينت أنه يمكن للعلماء استخدام بعض العمليات الرياضية المعقدة كتلك التي أجريت بالبحث لفك رموز أخرى بالمخ غير البصر، حيث يمكننا نظريا من تحليل الحوار الداخلي في الإنسان، إذ يمكن جعل شخص يتحدث مع نفسه، وتسجيل هذا الخطاب عبر بعض الأجهزة المتطورة ."
وعندما تم تشكيل النموذج، قام المشتركون بالبحث بالنظر إلى مجموعة أخرى من الصور، وبعد تفسير الأنماط العصبية الناجمة عن هذه العملية، أخذ البرنامج الإلكتروني الذي استخدمه الباحثون بعض الصور المتطابقة من قاعدة بيانات تحتوي على ستة ملايين صورة.