يقدم جمال الشاعر وصية لكل مصرى، يلخصها فى عنوان
أحدث كتبه "اعمل عبيط"، الذى ينهل فيه من روح التراث الشعبى الشفاهى للشعب
المصرى المشهور بقدرته الفائقة على السخرية، وكذلك على التكيف مع الظروف
المحيطة به.
يقول جمال الشاعر فى مقدمة الكتاب الصادر عن الدار
المصرية اللبنانية: "اعمل عبيط وعش سلطان زمانك.. استمع إلى كلام ناظر
المدرسة وقل آمين.. غلط صح لا يهم.. هز رأسك موافقاً على كلام السيد
المدير العام، حتى وإن غرق المركب وأصبح ستين حتة.. اعمل عبيط وانت ترى
كشوف الإهدار العظيم للمال العام فى نظام سرقة شرعية.. كله بالقانون..
بالأوراق .. ميرى".
ويضيف :"اعمل عبيط وأنت تستمع إلى السياسى
اللعيب وهو يرص الأكاذيب حجراً على حجر؛ مثل أحجار الشيشة وهو ينشر قنابل
الدخان فى كل مكان حتى لا نرى الحقيقة..اعمل عبيط وأنت ترى الرشوة الجنسية
عينى عينك، والصفقات تتم حولها فوق الترابيزة وتحت الترابيزة وجنب
الترابيزة..اعمل عبيط وعش أيامك.. عش لياليك"..
يوصى جمال الشاعر
المصريين البسطاء قائلا: "اعمل عبيط وأنت ترى مظاهرات السلالم فى نقابات
وسط البلد تحاصرها الإحباطات كما لو كانت تحاصر القوات الإسرائيلية فى
الثغرة فى السويس،اعمل عبيط حين تمر على مستشفى السرطان وأنت ترى نعوش
الموت المجانى يومياً، اعمل عبيط ولا تسأل عن أى تعديل وزارى ولا كيف
جاءوا ولا لماذا ذهبوا..
اعمل عبيط وأنت ترى حرب شيوخ الفضائيات ومباريات تسليع الفتاوى وبيزنس الهاتف الإسلامى".
وتستمر
وصاياه: "اعمل عبيط وأنت تستمع إلى رجال الأعمال ووزراء المجموعة
الاقتصادية وهم يقولون مصر فيها فرص عمل تقدر بعشرات الآلاف ولكن الشباب
يفضل الجلوس على المقاهى، اعمل عبيط وأنت تشاهد عمليات تبوير أجود الأراضى
الزراعية فى الدلتا ومافيات كردون المبانى يحتفلون بتصريحات وزير الإسكان،
كله فى حدود النسبة المعقولة لو وزعنا تعداد السكان على الأراضى الزراعية
يبقى كله تمام.. اعمل عبيط وأنت مذهول بأخبار سرقات الآثار وخبر لوحات قصر
محمد على فى شبرا.. لا رقيب ولا حسيب..اعمل عبيط وأنت تقرأ أخبار إضرابات
ضحايا الخصخصة وغياب العدالة".
جمال الشاعر يضيف فى وصاياه التى
تأتى كبلسم يخفف من قبح الواقع قائلا: "اعمل عبيط وأنت تقارن بين مرتب
شخصين فى نفس المؤسسة الحكومية، أحدهما يتقاضى ثلاثمائة ألف جنيه شهرياً
والآخر ثلاثمائة جنيه فقط، اعمل عبيط وأنت تشاهد برامج المطبخ فى
التلفزيون وهم يحدثونك عن السمون فيميه والكوردون بلو والطرطوفة
والكالمارى، اعمل عبيط واستمتع بحفل البصل والفول المدمس"..
ويواصل:"اعمل
عبيط إذا رأيتهم يطاردون عملاء التوك توك فى كل مكان وكأنهم جواسيس دخلوا
البلاد بدون رخصة أو تأشيرة، اعمل عبيط وأنت ترى العمالة المصرية مسحوقة
تحت رحمة الكفيل ومطرودة من أمام أبواب السفارات".. وتأتى وصيته الأخيرة
دواء للمصريين حتى يستطيعوا الاستمرار فى حياتهم: "اعمل عبيط تشعر فعلاً
أن مصر جنة وهى بالفعل جنة العبيط
منقووووووووووووول