أكد الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم أن الدراسة فى المدارس ستبدأ السبت القادم كما هو مقرر، وأن المدارس قد استعدت
لاستقبال التلاميذ مع وضع خطة للترصد والوقاية والتعامل مع فيروس أنفلونزا الخنازير.
وقال الجمل - خلال الاجتماع المشترك للجنة التعليم والصحة بمجلس الشعب الإثنين الذى ناقش عددا من طلبات الإحاطة بشأن تأجيل الدراسة لمدة شهرين - إن موضوع ذلك المرض أدير على مستوى الأزمة بشكل جيد ، وأنه تم إعداد المدارس لمواجهته من خلال خفض كثافة الفصول طبقا لنظام عملها وتوافر أعداد هيئة التدريس بها.
وأضاف أن كل مديرية من مديريات التعليم إنتهت بالفعل من خطتها بشأن تخفيض الكثافات طبقا لنظام عمل الدراسة من حيث عملها لفترة واحدة أو لفترتين.. موضحا أن العمل يجرى بشكل مكثف من ناحية إعداد دورات المياه وتوفير مياه الشرب ليس إثناء فترة الدراسة فقط ولكن طول العام ، مشيرا إلى توفير مبالغ مالية للصيانة من خلال صندوق دعم التعليم وجزء من المصاريف الدراسية.
وتابع أنه تم توفير العمالة فى المدارس من خلال تعيين عدد كبير من العمال وتأهيل العمالة الموجودة ، وكذلك المواد التى تستخدم فى التطهير والنظافة.
وقال الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم إن الأسبوع الأول بالكامل من الدراسة سيخصص للتوعية بفيروس أنفلونزا الخنازير وكيفية التعامل معه على وجه السرعة وكذلك الوقاية منه، مشيرا إلى أن الوزارة وزعت حتى الآن 37 ألف حقيبة طبية على المدارس وستصل إلى 50 ألفا تشمل مطبوعات بشأن المرض.
وأضاف إنه سيتم توزيع 16 مليون قناع واق وكحول ومطهرات على جميع المدارس .. لافتا إلى وجود خط ساخن جديد رقم "1951" فضلا عن الموجود حاليا "1926"، يمكن للمواطنين الإستفسار من خلاله عن أى شىء يتعلق بالمدارس وحالتها .
وتابع الجمل أن البث الكامل للمناهج سيبدأ بنفس الأسلوب فى المدارس بالتعاون مع وزارة الإعلام على قنوات تليفزيونية لكل مرحلة تعليمية من الساعة الثامنة صباحا إلى الثانية مساء ، ويتم إعادتها مرة آخرى طوال اليوم.
وشدد الوزير على أهمية متابعة النواب لذلك الجهد خاصة بالنسبة للمدارس حتى نوفر للطلاب المناخ الآمن لإستقرار المدارس .. مؤكدا بدء الدراسة فى موعدها المحدد السبت.
من جانبه.. أكد الدكتور على المصيلحى وزير التضامن الإجتماعى ضرورة تكاتف كل مؤسسات وقوى المجمتع لمواجهة مرض أنفلونزا الخنازير ، وأن تكون الأسرة هى أول نقطة رصد للمرض .
وقال المصيلحى إن الوزارة بصفتها المسئولة عن الحضانات ورياض الأطفال ستقوم بالمرور والإشراف عليها ، وتطبيق نفس القواعد الوقائية التى تطبق على المدارس وإذا ظهر فى أى حضانة حالة إصابة سيتم غلقها ، مؤكدا تأييده لعدم تأجيل الدراسة.
من ناحيته.. قال الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى إنه تم عقد دورات تدريبية لإتحادات الطلاب فى الصيف للتوعية بفيروس أنفلونزا الخنازير وأعراضه والوقاية منه، ليكون لهم دور فى مكافحة المرض ، وسيتم تخصيص أول أسبوعين لتعريف الطلاب بأعراض المرض وطرق الوقاية منه.
وأضاف أنه تم إتخاذ إجراءات للحد من كثافة المدرجات لتصل أكبر سعة إلى 300 طالب ، ولن يسمح بحضور طلاب الإنتساب الموجه وسيتم إذاعة المحاضرات المخصصة لهم على القنوات التعليمية.
وتابع أنه سيتم إنشاء عيادات بكل كلية لفحص حالات الاشتباه وإخلاء 5% من الأماكن فى المدن الجامعية لعزل الطلاب إذا ماظهرت حالات تستدعى ذلك .. مشيرا إلى أن هناك خططا لتحديد كيفية إغلاق الكليات بصورة جزئية أو كلية أو إغلاق الجامعة.. وأكد أن المكافحة أساسها الوعى ونشر العادات الصحية الجيدة.
من جانبه .. أكد الدكتور شريف عمر رئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب أن اللجنة تابعت عن كثب قرارات الحكومة بشأن مرض أنفلونزا الخنازير ، والذى يرتبط بشكل كبير بالدراسة فى الجامعات والمدارس فى ظل وجود إحتمال بإنتشاره.
وقال عمر: " إننا نحرص بشدة على استمرار العملية التعليمية ووضع حد للآمان للطلاب فى هذه الفترة الحرجة" .. متسائلا عن الوضع فى مستشفيات الحميات وما تردد عن إغلاق بعضها مؤخرا وخاصة فى القرى وعن الطاقة الحقيقية لأقسام الرعاية المركزة بالمستشفيات.
من ناحيته.. طالب النائب الدكتور شيرين أحمد فؤاد بتأجيل الدراسة فى فترة التخوف من تحور المرض والتى تبدأ من شهر أكتوبر حتى نهاية شهر ديسمبر خاصة وأن بعض المدارس لم تستعد على المستوى البيئى والنظافة.
وبدوره .. أكد الدكتور حسام بدراوى رئيس لجنة التعليم بأمانة السياسات بالحزب الوطنى ، ضرورة أن تكون مواجهة مرض أنفلونزا الخنازير لامركزية ، وأن تضع الحكومة القواعد والإجراءات اللازمة لذلك ويلتزم بها الكل وألا نهون أو نهول من المرض.
وقال الدكتور حمدى السيد رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب ، إنه ربما يكون ذلك المرض فرصة لكى نواجه العديد من مشاكلنا على مستوى الصحة والتعليم .. رافضا تأجيل الدراسة لمدة ثانية.
وطالب رأفت سيف رئيس لجنة التعليم بحزب التجمع ، بتأجيل الدراسة لفترة يتفق عليها لحين الإنتهاء من إعداد المدارس بشكل جيد خاصة بالنسبة لتوفير مياه الشرب ودورات المياه والنظافة.
وقال الدكتور سامح فريد عميد كلية طب قصر العينى، إن وزارة التعليم العالى وضعت خطة بالتنسيق مع وزارة الصحة ، وتم عقد اجتماع مشترك بحضور عمداء كليات الطب ومديرى المستشفيات للتعامل مع المرض إذا ظهر فى أى جامعة.
وأضاف فريد إنه تم تعيين منسق عام بين الوزارتين ووضع قواعد للتعامل مع المرض وتشكيل لجنة طوارىء لإجراء مسح لطلاب الجامعات عند ظهور أى عرض بين الطلاب ، كما تم طبع كتيبات توزع على الطلاب من خلال اتحادات الطلاب تتضمن أعراض المرض وطرق الوقاية منه.
وأشار إلى أنه تم تخفيض أعداد الطلاب فى المدرج الواحد بحد أقصى 350 طالبا، ومد اليوم الدراسى إلى الثامنة مساء لإستيعاب الطلاب وتجهيز دورات المياه وتطهير المدرجات .. مؤكدا أن الخطة متكاملة وتطبق كل ارشادات منظمة الصحة العالمية وأن الوزارة مستعدة للتعامل مع أى أعراض تظهر خلال الدراسة.
من جانبه.. قال الدكتور أشرف حاتم أستاذ الأمراض الصدرية والمنسق بين وزارتى التعليم العالى والصحة ، إن معدل شدة الإصابة بالمرض فى مصر فى أدنى المراحل التى حددتها منظمة الصحة العالمية وهى خمسة مراحل .. موضحا أن المنظمة عقدت اجتماعا ضم خبراء عن الصحة بدول شرق البحر المتوسط منذ عدة أيام حضره خبراء من هيئة التحكم فى الأمراض وتم الإتفاق على عدم تأجيل الدراسة فى أى مكان فى العالم بعد دراسة واقع الدول التى شهدت فصول الشتاء.
وذكر الدكتور حاتم أن المنظمة حددت وقوع ثلاث إصابات فى أسبوع واحد لغلق الفصل لمدة أسبوع وإذا حدثت ثلاث إصابات فى فصلين يغلق المبنى فقط لمدة أسبوع وتعود الدراسة بعد ذلك وذلك الأمر يطبق على الجامعات .. أما الحضانات فعند ظهور حالتى إصابة تغلق لمدة أسبوع وتعود للعمل بعد ذلك.
وقال الدكتور نصر طنطاوى ممثل منظمة الصحة العالمية ، إن المنظمة أجرت أبحاثا عديدة أثبتت أن معدلات إنتشار المرض لاترتبط بغلق المدارس ، وأنها ترى استمرار الدراسة.. وأكد ضرورة وضع خطة للوقاية من المرض أهم مافيها هو الترصد ويقوم بذلك الدور المدرس أو الزائرات الصحيات أو الطبيب وسرعة عزل أى حالات مشتبه فيها واستخدام المطهرات.
وأضاف أن الحالات الموجودة فى مصر فى الوقت الحالى بسيطة ولا تحتاج إلى المرور على جهاز التنفس .. وأوضح أن اللقاحات التى أنتجتها الشركات صاحبة السمعة الجيدة تتمتع بكفاءة عالية ومعدلات الأمان بها مرتفعة.. مشيرا إلى أنه إذا تحور الفيروس فمن الممكن تعديل اللقاح خلال ستة أشهر فقط.
وقد أجرت وزارة الصحة مسحا طبيا شمل المترددين على الإستقبال والعيادات بجميع مستشفيات محافظات مصر منذ عشرة أيام لترصد فيروس "إتش 1 إن 1" المعروف بأنفلونزا الخنازير، ظهر خلاله 15 حالة إيجابية فقط تم علاجهم بدون الحاجة إلى دخول المستشفى.
وقال الدكتور عمرو قنديل ممثل وزارةالصحة ، إن ذلك المسح أظهر وجود 161 حالة أنفلونزا موسمية وبذلك يتضح أن الأنفلونزا السائدة فى مصر عشرة أضعاف أنفلونزا الخنازير، وأن ذلك الفيروس مع أنه سريع الإنتشار إلا أنه ضعيف للغاية ويمكن بإتخاذ الإحتياطات التى تحددها وزارة الصحة الحد من انتشاره.
وقال الدكتور عمرو قنديل ممثل وزارة الصحة إن مصر بها 937 حالة إصابة بالفيروس منذ شهر إبريل وحتى الآن توفى منهم حالتان ولم يدخل العناية المركزة إلا حالتين فقط والباقى تم علاجه واحتاج 1 فى المائة منهم فقط للعلاج بعقار "تاميفلو".
وأضاف قنديل إن نسبة الوفيات فى مصر بلغت 2 فى الألف ، وفى العالم 8 فى الألف.. مشيرا إلى أن عدد الوفيات فى الولايات المتحدة الأمريكية وصل إلى 593 حالة وفاة بمرض أنفلونزا الخنازير ، وفى نفس الفترة من العام الماضى بلغت حالات الوفاة بالأنفلونزا الموسمية فى أمريكا 36 ألف حالة.
وذكر ممثل وزارة الصحة أن مصر منذ الإعلان عن تحول ذلك المرض إلى جائحة وضعت خطة تفصيلية للترصد والوقاية من المرض فى المدارس ، واتخذت منظمة الصحة العالمية هذه الخطة كدليل لتعميمه على المدراس فى منطقة شرق البحر المتوسط وذلك فى 15 سبتمبر الحالى .. مؤكدا أن توصيات منظمة الصحة العالمية جاءت بعدم تأجيل الدراسة.
وحول توافر عقار التاميفلو.. أوضح الدكتور عمرو قنديل أن مصر لديها خمسة ملايين جرعة وهناك تعاقدات جديدة ، كما أن هناك كميات كبيرة من الملابس الواقية فهناك 50 مليون كمامة ومائة مليون كمامة للعمليات الجراحية وثلاثة ملايين لتر من المطهرات ونصف مليون عبوة كحول جيل.
ونفى قنديل أن يكون اللقاح المعتاد للفيروس يسبب أمراض السرطان.. وأكد أن ذلك الأمر لا أساس له من الصحة.
وأشار إلى أن البعد الإجتماعى هو الذى سيحدد من سيعالج فى المستشفيات فالذى لا تتوافر لديه حجرة خاصة فى المنزل لعلاجه سيكون له الأولوية فى العلاج بالمستشفيات
.