أكد المشاركون في الاحتفال بذكرى العاشر من رمضان، الذي نظمته وزارة الأوقاف، أن الانتصارات لا تمنح مجاناً للأمم، ولا تعطى للكسالى، والمتخاذلين، وإنما تتحقق بالعمل، والإيمان بالله تعالى، وبذل الجهد، والدفاع عن الحق بكل الصور.
وقال الدكتور محمد السيد طنطاوي، شيخ الأزهر، في كلمته خلال الاحتفال الذي نظمته الوزارة في ميدان الإمام الحسين مساء أمس: إن سنن الله تعالى لا تتغير، ولا تتبدل، ومنها أن من ينصر الحق، ويقف بجانبه، ويدافع عنه بكل ما أوتي من قوة، فلابد أن ينصره الله تعالى لقول المولى عز وجل: "إنا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد".
و أضاف طنطاوي أن معركة العاشر من رمضان منذ 37 عاماً كانت معركة "حياة أو موت وكان كل فرد في مصر ومن المسلمين يهتف من أعماق قلبه لينتصر الحق على أولئك الذين اعتدوا على حرماتنا ومقدساتنا وأرضنا" مؤكداً أن الجهاد مشروع في الإسلام للدفاع عن الحق، والأرض والمقدسات والعرض والمال وكل ما أمر الله تعالى بالدفاع عنه.
و أشاد طنطاوي بقيادة الرئيس محمد أنور السادات لحرب أكتوبر قائلاً "إن الرئيس المؤمن محمد أنور السادات بطل الحرب و السلام سهر الليالي و من حوله أبناء القوات المسلحة و الشعب لتحقيق هذا النصر العظيم" مضيفاً "و قام قائد القوات الجوية في هذا الوقت الرئيس حسني مبارك بقيادة نسور الجو ليبدءوا ملحمة الدفاع عن الحق.
وأوضح طنطاوي أنه لابد من وجود القوة بجانب الحق حتى ينتصر، وأنه يعني بذلك كل وسائل القوة التي تبني ولا تهدم وتعمر ولا تخرب لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "المؤمن القوي خير و أحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف."
وقال الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف في كلمته إن النصر لا يمنح مجاناً ولا يعطى للكسالى والمتخاذلين، وإنما بالإيمان بالله تعالى، والعمل والتضحية بكل غال ونفيس للدفاع عن المقدسات والكرامة.
وأشار زقزوق إلى أن ذكرى العاشر من رمضان لها معنى عظيم، ولا يجوز أن نمر عليها مرور الكرام لتكون مجرد مناسبة و ينتهي الأمر و إنما أن نأخذ منها العبر للاستفادة منها في واقعنا الحاضر لأن هناك العديد من المعارك التي نخوضها حالياً و على رأسها التنمية بكل أبعادها و أنواعها.
وطالب زقزوق المسلمين بضرورة أن يمحوا الأمية قائلاً "إنها أصبحت عاراً في جبين الأمة الإسلامية، ولابد أن نسلح بالعلم، ونمتلك ناصيته لنسابق الآخرين"، كما طالب زقزوق الأمة الإسلامية بضرورة مواجهة الزيادة السكانية قائلاً "إن الانفجار السكاني يهدد المجتمع الإسلامي، والإسلام لا يهتم كثيراً بالكم الذي يعده النبي صلى الله عليه وسلم كغثاء السيل وإنما يحتفي بالكيف وبالمؤمن القوي الذي يعده النبي صلى الله عليه و سلم خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
ومن جانبه أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أن رمضان شهر الانتصارات، حيث انتصر فيه المسلمون في المعركة الأساسية التي أصبحت درساً يتلى عبر القرون في غزوة بدر، وفتح مكة، وكذلك انتصروا على الحملات الصليبية في موقعة حطين كما انتصروا أيضاً على التتار، وأخيراً جاء انتصار العاشر من رمضان على قوى الشر والاحتلال ليؤكد أن هذا الشهر الكريم شهر الانتصارات بحق.
ودعا جمعة الأمة الإسلامية إلى ضرورة الإخلاص في العمل والأخذ بأسباب القوة والتسلح بالعلم والاستفادة من روحانيات شهر رمضان الكريم لأنه شهر العمل وليس شهر الكسل و التراخي.
شهد احتفال العاشر من رمضان كل من الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة نائباً عن رئيس الجمهورية، والدكتور علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي، و الدكتورة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان، ولفيف من قيادات القوات المسلحة و الشرطة، وعلماء الأزهر، والأوقاف، وسفراء الدول الإسلامية، والعربية.